تحدَّثتْ وردةٌ جوريةٌ عنكِ
وكانَ في عطرِها الرارنجُ والتكي
فريدةُ الحُسنِ قد فاقتْ قرائنها
فقيَّدوها بتاجِ النورِ والمُلَكِ
وكُلَّما مرَّ اسمي في مفازتِها
حنَّتْ لِقلبي وظلَّتْ ليلها تبكي
رأيتُ في وجهِها صُبحاً تُحاوِرهُ
كشهرزادَ إذا غابَ المسا تحكي
وحينَ أبحرتُ في دهليزِ فِتنتِها
خرجتُ مِنْ لذَّةِ التوحيدِ للشِّركِ
تُخفِي مَلامِحَ درويشٍ وصبحَ ندى
تُضمِّدُ الجُرحَ لو عانى مِنَ السَفْكِ
وعُدتُ مِنْ دهشَةٍ كادَتْ تُؤَرِّقُني
مِنْ بَعدِما نَزَعَتْ روحِي إلى الهَتْكِ
حدائقُ الحُبِّ في ما فاتَ مِنْ عُمُرِي
تُطَرِّزُ القَلبَ بالأحراشِ والشَوكِ
حُوريَّةٌ أخَذَتْ عَقلي لآخِرَةٍ
وأَغْرَقَتنِي بِأَنهارٍ مِنَ المِسْكِ
تُعَلِّمُ النَّاسَ في مِحرابِ جَنَّتِها
كيفَ الشَّياطينُ تَدعُونا إلى الفَتْكِ
وعلّقَتْ في بَياضِ الجِيدِ أشرِطَةً
وكَوثَرُ الكَلِم الوَردِيّ في الفَكِّ
ومَصدَرُ النُورِ في مِصباحِ بَهجَتِها
يَدعُو الظَّلامَ إلى التَّفْرِيقِ والتَّركِ
تَأتِي المَدينَةَ في دَلٍّ وفي غَنَجٍ
وقَلبُها خَجِلٌ مِنْ حُزنِها المَكِّي
مِنْ بَصرةٍ طولُها واللونُ مِنْ عَدَنٍ
وكُلُّ ما عِنْدَها مِنْ جارِها التُركِي
وقُلْتُ في مَحفَلِ الأحزانِ أعشَقُها
ولَيسَ في ذلِكَ الإحساسِ مِنْ شَكِّ
قَرَأْتُ في سُورَةِ التوحيدِ آيَتَها
وكانَ قُرآنُها في سُورةِ المُلْكِ
ياليتَنِي مِثلكُمْ قَد مَسَّنِي شَلَلٌ
فَلا أكونُ بَعيداً يا نَدى عَنْكِ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق