الأحد، 20 مارس 2022

سكوتي للشاعر محمد صدام السامرائي


 سُكُوتي.....


سُكُوتِيَ عَمَّا فِيَّ أَنتَ عَجِيبُ

وَحِلْمِيَ وَسْطَ الجَهْلِ أَنتَ مَعِيبُ


وَجَهلِيْ على الجُهَّالِ أَنتَ أَحَبُّهُمْ

إِذا كانَ في قلبيْ سِوَاكَ حَبِيبُ 


أَيَزعُمُ حُسَّاديْ بِأَنِّيَ دُونَهُمْ 

وقد تَوَّجَتْ مِنِّي العَلاءَ كُعُوبُ؟ 


أَفي كُلِّ يومٍ يَنبري لِيَ جاهِلٌ

يَرى أَنَّ مَنْ أَفحَمْتُ قَبْلُ حَسِيبُ؟ 


فلا كُنتُ مَنْ غَذَّى الزَّمانَ قَصائِدًا 

إِذا مِنْ هِجائيْ اليَومَ ظَلَّ سَغُوبُ 


ولن يُبطِئَ التَّعجيلَ مِنِّيَ مُبطِئٌ

هي النارُ قَدحٌ بدؤُها فَلَهِيبُ


كأَنِّي لِوَحدِي في زمانِيَ قائِلٌ

فما سامِعٌ إِلَّا إِلَيَّ يَؤُوبُ 


لَعَمرِيَ حتى مَنْ أُدارِيهِ قد غدا 

حَسودًا مِنَ الضِّغْنِ الخَفِيِّ يَذُوبُ 


رَماني أْناسٌ بِالذُّنُوبِ سَفاهَةً

وأَنْقاهُمُ في ناظِرَيَّ مَشُوبُ


وما كانَ ذنبي غَيرَ أَنِّيَ واحِدٌ 

بِنَفْسٍ حَوَت ما لم تَحُزْهُ شُعُوبُ 


نَظَرتُ إِلى الإِنسانِ نَظرَةَ مُشفِقٍ 

فقالَ وساءَ الظَّنُّ إِنَّكَ ذِيبُ 


وأَرسَلتُ كَفِّيْ بالجَميلِ فَرَدَّها 

وفي راحِها بَعدَ الجميلِ نُيُوبُ 


وقَلَّدتُهُ دُرًّا لَوَ اْنِّيْ مُقَلِّدٌ 

بِهِ الشَّمْسَ كانت بالثَّناءِ تُثِيبُ 


فما كانَ مِنهُ غَيرَ تَمجِيدِهِ الذي

عَلَا وَجهَهُ إِمَّا ذُكِرتُ شُحُوبُ 


يُمَجَّدُ في عَصريْ أَراذِلُهُ وها 

تُحَجِّبُ أَشْرافَ الرِّجالِ حُجُوبُ 


يُمَجَّدُ مَنْ بالكُفرِ أَضحى مُجاهِرًا

ومَنْ غَيرَ طُهْرِ النَّاسِ لَيسَ يُصِيبُ 


وما زادَ جُهَّالًا كَتَمجِيدِ جاهِلٍ 

بِجَهْلِهِمُ، والجَّهْلُ ليسَ يَطِيبُ 


ويا عُصبَةً قد لاحَقَت شَهَوَاتِها 

بها هانَ حَرفٌ واسْتُخِفَّ أَدِيبُ 


تَعَذَّبَ عُمْرًا مَسمَعي بِهُرائِكُمْ

وبيْ طالَ مِنْ طولِ الهُراءِ نَحِيبُ 


أَيَحلو لَدَيكُم صوتُ كُلِّ جَهُولَةٍ 

لِإِبْدائِها العَوراتِ وَهْوَ نَعِيبُ؟ 


فوا أسفا كم قد أُضِيعَت مَحَاسِنٌ 

ووا عَجَبَا كم تُستَحَبُّ عُيُوبُ 


أَسَأْتُ ظُنوني بالزَّمانِ وأَهلِهِ 

وقد أَيَّدَت سُوءَ الظُّنونِ غُيُوبُ 


وإِنِّي وإِنْ مالَ الجميعُ إِلى الخَنا 

مَنِيعٌ لِأَهلِ المَكرُماتِ نَقِيبُ 


رأَى صاحبي أَنِّي كَئِيبٌ فَلامَني 

وكُلُّ لَبِيبٍ في الحياةِ كَئِيبُ 


أَصَاحِ كُبيرُ الظُّلمِ لَومُكَ عاقِلًا 

رأَى الرُّزْءَ فيما قد أَحَبَّ يَجُوبُ 


رأَى الشِّعرَ يَهوي والجميعُ يَدُوسُهُ

وقد هِيضَ مِنهُ مِعصَمٌ وتَرِيبُ 


وَبَاتَ فَصِيحُ القَومِ فِيهِمْ كَأَنَّهُ

أَسِيرُ عَدُوٍّ عَزَّ عَنهُ هُروبُ


ولكنني مهما الجراحُ تَكاثَرَت 

لهُ رَغْمَ أَنفِ الجارِحِينَ طَبِيبُ 


 قضى اللهُ أَنْ آتي عليهم مُحَمَّلًا

بِمَا أَرؤُسٌ مِنهُمْ بِهِ سَتَشِيبُ


وما لِأُمورٍ ساقَها اللهُ مُوقِفٌ 

وَمَنْ يُوقِفُ البركانَ وَهْوَ صَبِيبُ؟ 


سأَصطَحِبُ المَعقودَ حتى يُحَلَّ لي

وبي وبِمَا أُبدي تُراعَ قُلُوبُ 


وأُبدِلُ ثَوبَ الشِّعرِ ثَوبًا يَزِينُهُ 

فَهَا رُقَعٌ في ثَوبِهِ وثُقُوبُ 


وأَحبَبتُ أَنْ أَسبيهُمُ بِقصائِدي 

ولستُ الذي عَمَّا يُحِبُّ يَتوبُ 


لَئِنْ عابَني في الشِّعرِ مَنْ كانَ حاسِدًا 

فقد عِيبَ قبلي أَحمَدٌ وَحَبِيبُ 


#محمد_صدام_السامرائي 

٢٠٢٢/٣/٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قد أُفجع الدين للشاعرة شمية المشتت

  لَملِمْ بقاياكَ من شِعرٍ وغانيةٍ واركضْ  بشوقِكَ  للباكينَ  عاشورا واصْحبْ حروفًا على الأسباطِ  ناعيةٌ واكتبْ   بحزنٍ    عن  الأحداثِ  مأج...