الأربعاء، 23 مارس 2022

حكمتي وقراري للشاعر طالب الكناني


 قصيدة " حكمتي وقراري "

طالب الكناني


لمّا أتاني عن حبيبي هاجسٌ

ونما لأعشاشِ الطيورِ بداري

أسرفتُ في نظري إليها عامداً

فبدتْ طيوري تستحي وتواري

ونظرتُ أسراب الحمامِ بجمعها

وسْطَ السماءِ تَعودُ للأوكارِ

فقصصتُ أيامَ البِعادِ لنحلةٍ

في الحقلِ تبلو زهرةً وتماري

وسردتُ أضغاثَ الحديثِ لسندسٍ

وكشفتُ للريحانِ ألفَ ستارِ

فأجابني الريحانُ ويحَ هواجسٍ

عصفتْ بكل وديعةٍ  في الدارِ

لا ٱلزهرُ يهوى أن يكونَ مُهادناً

والنحلُ يعزفُ عن شذى أزهاري

والطيرُ يَرجِعُ من سماهُ بلهفةٍ

صوبَ المخابئِ لائِذاً بجواري

ما سرُ هذا ؟ما الحكايةُ شأنُها ؟

ماذا فعلتَ ؟ وخِضتَ أيَّ غِمار ؟

فأجبتُهُ يا زرعُ شارفَ مَصرعي

والروح مني هاجَها ٱستعباري

فهفا رسولٌ للحبيب وعادَني

ورأى جفونَ العينِ كالأحجارِ

يازرعُ هل كابدتَ مِثلَ صَبابَتي ؟

وسهرتَ ليلي أو أقمت نهاري؟

أَسَكَبتَ دمعا للعيون تهدُّه ؟

ليكونَ في الخدين كالأنهار 

أجَعلتَ تَحفلُ بالعذابِ كأنَّه

شيءٌ من الأنواء والإعصار

يازرعُ يا مختالُ إنك إن تكن

للنحل تُكرم عِشقها وتداري

فلقد بذلتُ الى الحبيب حشاشتي

ورميتُ قلبي في سعير النارِ

حتى بدتْ تلك الطيورُ حليفتي

ترعى فؤادي كالنسيمِ الساري

يازرعُ إني في هواهُ متيمٌ

ما طار طيرٌ أو هفا لدياري

ماحنَّ نحلٌ للورود وزارَها

أم من شَذاها هامَ بالأسفارِ

فأنا متيمُ عِشقِها ومصيبتي

في القلبِ موضعُ حكمتي وقراري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قد أُفجع الدين للشاعرة شمية المشتت

  لَملِمْ بقاياكَ من شِعرٍ وغانيةٍ واركضْ  بشوقِكَ  للباكينَ  عاشورا واصْحبْ حروفًا على الأسباطِ  ناعيةٌ واكتبْ   بحزنٍ    عن  الأحداثِ  مأج...