
عندي من الأصدقاء من لا يُجزِئُونَ حتى في الأضحية إن قلت سأضحي بهم
فقلتُ:
حجَّ الحجيجُ ونالَ أجراً مُحْرِمُ
وأنا أكابِدُ صُحبةً لا تَرحَمُ
كل النفيس بذلتُ لكن لم أرىٰ
إلا وجوهاً قُطِّبَتْ تتهكَّمُ
ولقد حلمتُ على جهالةِ طبعهِمْ
فلَكَمْ صَمَتُّ وحُمقُهم يتكلَّمُ
كانوا على قلبي كدرعٍ إنما
والله ما طَعَنَ الفؤادَ سواهُمُ
ولئن سألتَ القلبَ من خوَّانهُ
لأشار في حُزنٍ وقال هُمُ هُمُ
فاليوم يوم الثأر لن ينجو فتىً
خانَ العطاءَ ومنهُ دهراً يلثُمُ
رباه قد صلَّىٰ عَبيدُكَ طاعةً
وإليك بالنّحرِ العظيمِ تقدَّمُوا
وأنا بأصحابي إليك مضحيٌ
من ليس يَرحَمُ عندنا لا يُرحَمُ
لدموعهم ما رقَّ قلبي برهةً
طفح المكيل وجرحهم لا يُلئَمُ
.
لكن عفوت وليس عجزاً إنما
لحم الحمير على العبادِ محرَّمُ
فالعيبُ فيهم والضحايا عندنا
لا بُدَّ من كل المعايب تسلَمُ
.
.
يا شاكيًا غدر الصحابِ وهجرهِمْ
اسمع هُديت فحكمتي تتكَلَّمُ
لا تصحبن من الرفاقِ منمقاً
حلو اللسانِ وقلبُهُ يتحَمْحَمُ
واهجر رفاق السوء وانبذ طبعهم
لو لم تجد في الارضِ من يتبسَّمُ
لا تحتمل ما لا تطيـق فإنَّــه
يُغنيـك عن فقد الميـاهِ تيَمُّمُ…
✍️ أبوسهل ضياء بن عبدالسلام المخلافي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق